مقدمة
تُعد تويوتا أكبر منتج للسيارات في العالم حيث يبلغ إنتاجها 8.5 مليون سيارة في العام منتشرة في أكثر من 160 دولة, محققة بذلك دخلاً سنوياً قدره 108 مليار دولار من مبيعاتها السنوية. وتنتج شركة تويوتا مجموعة كاملة من موديلات السيارات وتوظف 246700 موظفاً.
وهي أيضاً واحدة من أكبر عشر شركات في قائمة فورشن العالمية لأكبر 500 شركة تجارية, حيث تتمتع بشرف اعتبارها أكثر شركات إنتاج السيارات التي تحظى بالإعجاب والتقدير. وتويوتا اليوم رائدة السوق الأسيوي دون منازع.
ويُعد عام 2002 بداية مشاركة تويوتا للمرة الأولى في أكبر تحد في عالم سباق السيارات وهو الفورمولا 1. وقد التزمت تويوتا ليس فقط ببناء الشاسية والماكينة, بل أن تبدأ في تأسيس فريقها من الصفر. وقد نما الجهاز بمختلف مستوياته في المركز المجهز بأرقى المستويات, بمدينة كولون في ألمانيا ليصل عدد موظفيه إلى 550 موظفاً من 27 جنسية مختلفة, ليجعل فريق تويوتا الأكثر تعدداً في الجنسيات والثقافات في هذه المساحة.
وتدرك تويوتا قيمة أن يبقى العميل راضياً عن منتجاتها. ولذلك بذلت الكثير من الجهد من خلال وكلائها في آسيا في سبيل إرضاء الحاجات المتغيرة دائماً لعملائها. وبنت سمعة ممتازة تعتمد عليها في خدمة الضيوف عبر وكيلها شركة عبد اللطيف جميل للإستيراد والتوزيع المحدودة في المملكة العربية السعودية.
رسالة تويوتا هي تصميم إنتاج السيارات في اليابان للمستهلكين في المملكة العربية السعودية, مستخدمة سياسة "المحلية" والدمج. ولقد برهنت تويوتا على مقدرة عالية في التزامها واستثمرت من أجل مستقبلها في آسيا الشيء الكثير وهو ما يجعل النتائج ظاهرة للعيان.
تاريخ تويوتا موجز عن نشأة تويوتا من الماضي إلى الحاضر
من صناعة النسيج إلى السيارات و من إنتاج في أسواق يابانية محدودة إلى إنتاج وصل إلى 42 مصنعاُ منتشرة في أكثر من 25 دولة حول العالم, مما جعل تويوتا واحدة من أضخم شركات إنتاج السيارات في العالم
كانت بداية تويوتا مع حياكة النسيج في عام 1890 م اخترع ساكيشي تويودا أول آلة لحياكة النسيج يدويا وكانت مصنوعة من الخشب
ثم تمكن بفضل ما أعده من الأبحاث في مجال صناعة النسيج من تحقيق خطوة انتقالية و تطور كبير في صناعة النسيج.
عام 1906 م أسس ساكيشي شركة لتصنيع النسيج أسماها أعمال تويودا لحياكة النسيج الألية "Toyoda Automatic Loom works" وما لبث الأقتصاد الياباني أن أصابه الركود مما أثر بشكل بالغ على هذه الشركة التي عانت من تلك الحال. لكن ساكيشي لم يكف عن القيام بالأبحاث والتطوير و كان ملتزما بهما رغم الظروف الصعبة , كما رصد مبالغ كبيرة من أجل الأبحاث.
في عام 1910 م اضطر ساكيشي الى الأستقالة نتيجة ميزانية الأبحاث الضخمة , والقي اللوم عليه بخصوصها لما سببته من عجز مالي للشركة . وفي نهاية عام 1910 م وبعد خيبة الأمل التي تعرض لها من تجربته في شركة النسيج, زار ساكيشي الولايات المتحدة ليقف على آخر ما توصلت اليه من تطور في الصناعة خاصة في مجال صناعة السيارات و منذ ذلك الحين جذبت السيارات انتباه ساكيشي وصار حلمه أن تنتشر أيضا في اليابان وبقيت صناعة حياكة النسيج تشكل أهم عمل لساكيشي وما أن رجع الى اليابان حتى فتح ورشة جديدة وحرص على ايجاد طرق جديدة لتحسين الأنتاج مواصلا أبحاثه وبما أنه كان يهدف الى تطوير أعماله وتوسيعها, فقد احتاج الى رأس مال أضافي لذا استعان بصديقه اشيزو كوداما الذي كان يعمل مديرا في أحد مصانع ميتسوي الذي وفر له التمويل الضروري.
و في عام 1924 تمكن ساكيشي تويودا من اكمال تطوير أول محرك للآلة أتوماتيكية لحياكة النسيج في اليابان .مما أسهم في تحديث عملية حياكة النسيج. ومنذ ذلك الحين اشتهر ساكيشي بدرجة كبيرة في اليابان باسم مخترع آلة اليابان, ونال اختراعه تقدير منقطع النظير و حصد العديد من الجوائز داخل اليابان و خارجها. أدى هذا الأختراع الى زيادة الأنتاجية بأربعة أضعاف, وانخفضت التكلفة نحو 50% ونظرا لأهمية النتائج المترتبة يعتبر ساكيشي تويودا من الشخصيات الهامةالتي كان لها دور فاعل في النهوض بالصناعة اليابانية. في عام 1920م تخرج كيشيروا تويودا ,ابن ساكيشي من الجامعة و انضم الى فنيين الشركة في عام 1926م تأسست شركة "زتويودا أتوماتيك لوم وركس" وبدأ معها كيشيرو عمله في الورش في عام 1929م حصل والد كيشيروا على مبلغ مادي كبير ما يقارب 100000جنيه بريطاني جراء بيعه حقوق براءة اختراع آلة النسيج الأتوماتيكية الى شركة بريطانية معروفة فقدمه الى ولده كيشيروا طالبا منه استغلاله لعمل الأبحاث الضرورية لأنتاج أول سيارة يابانية.
في عام 1930م توفي ساكيشي وكان كيشيروا قد ورث حب العمل و خاصة الأدوات الميكانيكية والمواظبة على الأبحاث من اجل الأبداع كما أبقى في ذاكرته قصص والده عن السيارات التي شاهدها في الولايات المتحدة. لم ينس كيشيروا ما قاله والده له : " مساهمتي في مستقبل اليابان كاني في حياكة النسيج و أريدك أن تقدم مساهمتك في مجال السيارات".
حلم كيشيروا كثيرا باليوم الذي سيتم فيه انتاج السيارات في مصنع عائلته و كرس حياته من أجل صناعة السيارات. كان عازما على أنتاج سيارة مصنعة كليا في اليابان , و كان من أهم أهدافه تصنيع هذه السيارة للناس بسعر مقبول و بأداء جيد وأن تكون اقتصادية .
في عام 1931م اسهم كيشيروا بكتاية عدد من الأبحاث في مجلة يابانية حول امكانية انتاج اليابان للسيارات المحلية. وبما أن صناعة السيارات اليابانية كانت في مطلع الثلاثينيات في بداياتها أتيحت لكيشيروا فرصة تطويرها بعد عودته الى اليابان . و تمكن بمساعدة عائلته من أنشاء قسم جديد خاص لتطوير السيارات داخل مصنع النسيج, وتولى هو شخصيا رئاسة هذه الوحدة الجديدة و هكذا انطلقت المسيرة بطموح و ثبات نحو المستقبل.
في عام 1935 وبعد سنوات من العمل المتواصل و الأبحاث عن صناعة السيارات , أثمرت جهود كيشيروا وفريق عمله عندما تمكنوا من تطوير نموذج لمحرك سيارة تعمل بالبنزين و أكمال تصنعيه و قد أسموه موديل "أي" في عام 1936م تم أنتاج أول سيارة تويوتا وتأثر هذا الموديل بالطريقة الأمريكية في شكل الشاسي لكن تصميم المحرك كان يابانيا وتبع الموديل الجديد أنتاج موديلات أخرى تدريجيا .
في صيف 1936م عرضت أول سيارة يابانية بالكامل في معرض للسيارات باليابان وقد لقي الموديل الأول نجاحا باهرا. و كانت مشاركة أول سيارة يابانية الصنع ضمن المعرض خطوة أسهمت في رفع سمعة تويوتا وصورتها في المجتمع الياباني . ومنذ ذلك الحين حلم كيشيرو ببناء مصنع كبير لأنتاج السيارات كحقيقة ملموسة. و يعد كيشيروا واحدا من العشرة الأوائل الذين أسهموا في تحديث التصنيع الياباني كما حظي بمكانة مرموقة في البلاد لتمكينه من جعل تويوتا عالمية.
وقامت الشركة في عام 1936 بعمل أستبيان لأخذ بأراء الناس حول الأسم و بناءا على نتيجة الأستبيان وسهولة النطق تم تغير الأسم من تويودا الى تويوتا في عام 1938م, تاسست شركة "تويوتا موتورز" أعتمدت الشركة على فلسفة " في وقتها" Just In Time بما يعني انتاج فقط تبعا للكمية المطلوبة و في الوقت السليم مما أدى الى تقليص الفائض
أنطلاقة عالمية سريعة بدأت تويوتا بالتوسع خارج اليابان في الخمسينات بدخولها الى الأسواق الأمريكية في عام 1957 , كان موديل كراون أول سيارة تصل الى أمريكا وبدخول موديل كورولا في عام 1965 بدأت تويوتا ببناء سمعتها ومبيعاتها و تمكنت وقتها من منافسة المنتجين المحليين.
أصبحت تويوتا أكبر مصنع لأنتاج السيارات في اليابان ويبلغ الأنتاج الحالي للشركة سيارة واحدة كل أربع ثوان.
وهذا أعطى دعم لشركة تويوتا مكنها أن تتوسع حول العالم بزيادة عدد مصانع تويوتا ليصل الى 42 مصنع منتشر في أكثر من 25 دولة, كما توسعت خطوط أنتاجها لتشمل أكبر عدد من مختلف موديلات تويوتا لتفي باحتياجات المستهلكين وأذواقهم مع مراعاة الدقة و الجودة الى قمته مع الأستعانة بالرجل الآلي في مختلف مراحل تجميع أجزاء السيارة.
وتعمل مصانع تويوتا داخل اليابان باختصاص دقيق بحيث يمكنها تصنيع أجزاء موديلات السيارات المختلفة من الفئة نفسها داخل مصنع واحد كما تنتج بعض أجزاء السيارات كالمحركات في مصنع واحد و من ثم تنقل الى خطوط الأنتاج لتركيبها حسب الموديلات المخصصة لها